وقال لها : قولي له هذا البرد الذي قلت لك عنه ، فقالت ذلك لعمر ، فقال لها : قولي له قد رضيت رضي الله عنك ، ووضع يده على ساقها فكشفها ، فقالت له : مه أتفعل هذا؟ لو لا أنّك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثمّ خرجت حتّى جاءت أباها ، فأخبرته الخبر وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء ، فقال يا بنيّتي إنّه زوجك ، ثمّ جاء عمر إلى مجلس المهاجرين بالروضة ، وكان يجلس فيه المهاجرون الأوّلون ، فجلس إليهم وقال لهم : رفّثوني ، فقالوا : بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوّجت أم كلثوم بنت عليٍّ بن أبي طالب ، سمعت رسول الله يقول : كلّ نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي وصهري ، فكان لي به عليهالسلام النسب والسبب ، فأردت أن أجمع إليهما الصهر ، فرفّؤوه.
وعن زيد بن أسلم رضياللهعنه أنّه أصدقها أربعين ألف درهم ، قال ابن عبد البرّ : فولدت له زيداً ورقية ، قال مصعب : فأمّا زيد فكان له ولد فانقرضوا ، وكان بين بني أبي الجهم وبين بني حذيفة العدوّي حرب فخرج يحجز بينهم ، فأُصيب ولا يعرف كيف قتل ، فمات زيد وماتت أمّه أمّ كلثوم أيضاً ، وكانت مريضة فالتقت عليهما الصائحتان ، ولم يدر أيّهما مات قبل الآخر فلم يتوارثا ، ولمّا قتل عمر بن الخطّاب تزوّجت بعده محمّد بن جعفر بن أبي طالب ، فمات عنها فتزوّجها عبدالله بن جعفر ، وكان زواجه بها بعد طلاقه لأختها زينب الكبرى ، كذا صوّبه الناصري ، وهو المشهور ، فماتت عنده.
قال في المواهب : ولم تلد لواحد من الثلاثة سوى محمّد ، فإنّها ولدت له ابنة ماتت صغيرة ، فليس لأمّ كلثوم المذكورة عقب ، وأمّا رقيّة ابنتها من