الهجري ، أنه دخل القاهرة في (١٤) محرّم سنة (٣٦٩ هـ) ، والخليفة يومئذ أبوالنصر نزار بن المعزّ لدين الله أبي تميم معدّ الفاطمي ، فزار جملةً من المشاهد من بينها هذا المشهد ، فذكر ما عاينه من الصفة التي كان عليها وقتئذ ، فقال ما نصّه : ثمّ دخلنا مشهد زينب بنت عليٍّ ، على ما قيل لنا ، فوجدناه داخل دار كبيرة ، وهو في طرفها البحريّ يشرف على الخليج ، فنزلنا إليه بدرج ، وعاينّا الضريح فوجدنا عليه دربوزاً ، قيل لنا إنّه من القماري ، فاستبعدنا ذلك لكن شممنا منه رائحةً طيّبةً ، ورأينا بأعلى الضريح قبّةً ، بناؤها من الجصّ ، ورأينا في صدر الحجرة ثلاثة محاريب أطولها الذي في الوسط ، وعلى ذلك كلّه نقوش غايةً في الإتقان ، ويعلو باب الحجرة زليخة قرأنا فيها ـ بعد البسملة (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)(١).
هذا ما أمر به عبده أو وليّه ، أبو تميم أميرالمؤمنين الإمام العزيز بالله صلوات الله تعالى عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المكرّمين ... أمر بعمارة هذا المشهد على مقام السيّدة الطاهرة بنت الزهراء البتول ، زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله تعالى عليها وعلى آبائها الطاهرين ، وأبنائها المكرّمين»(٢).
ثمّ ذكر الأستاذ العمارات التي توالت على المشهد الشريف من قبل الأمراء والوزراء والملوك في القرن السادس الهجري ، وفي سنة (٩٥٦ هـ) ،
__________________
(١) سورة الجن : ١٨.
(٢) الزينبيّات : ٧٧.