السّت ، وكان قد تزوّجها عبدالله بن جعفر ، وولدت عليّاً ، وجعفراً ، وعوناً ، وعبّاساً ، وماتت عنده ، ذكره النّاجي(١) وغيره.
وذكرها ابن طولون في مصنّف له فيها ، وذكر لها مناقب وكرامات ، ومشهدها المشهور الحاوي من الجلالة والإكرام ما هو لائق بمنصب بنت الكرام ـ رضي الله عنها ـ.
قال الشيخ أبوبكر الموصلي في كتابه فتح الرحمن : بقيت نحو اثنتي عشرة سنة أزور السيّدة زينب الكبرى بنت عليِّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ وهي أخت الحسن والحسين ومحسن الذي مات صغيراً ، وكلّهم من فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهي مدفونة بقرية بقرب دمشق يقال لها (راوية) ، وكنت لمّا أزورها لا أدخل قبرها ، ولا استقبله بوجهي ، بل أنحرف عنها لكونها أمّ المؤمنين ، على صورة ما ذكره العلماء أن يعامل الزّائر الميّت كما
__________________
(١) النّاجي هو الشيخ برهان الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن محمود بن بدر بن عيسى الحلبي الأصل الدّمشقي القبيباني الشافعي. شيخ المحدّثين بدمشق. كان إماماً ورعاً حافضاً للحديث والفقه والأنساب ، وعارفاً بالصحابة ورجال الحديث ، وله ورعٌ وزهدٌ وإيثارٌ وصدقةٌ ورحمةٌ على عموم الخلق ، وصلابةٌ في الدّين ، آمرٌ بالمعروف ناه عن المنكر ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، سارت به الرّكبان ، وشاع فضله في البلدان ، وله كرامات ظاهرة ، ومصنّفات فاخرة مشهورة ، ولد سنة (٨١٠ هـ) ، وتوفّي بدمشق سنة (٩٠٠ هـ) ، ودفن بباب الصغير غربيّ ضريح معاوية على نحو عشرين ذراعاً ، وقبره مسطّح محجّر على الطريق. (هكذا عن هامش كتاب الزيارات :٧٦ ، وترجم له العماد الحنبلي في شذرات الذّهب ٧ / ٣٦٥ ترجمة مختصرة ، وترجم له السخاوي أيضاً في المراجع فيمن توفّي سنة (٩٠٠ هـ). (منه رحمهالله).