أصحابه وأصفيائه(١) وخاصَّته ، وشهد الجمل واستشهد بصفين(٢) ، وروي أنّه كان يسمر معه فرآه يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فسأله فقال : «إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بعث إليّ وأنا أرمد العين يوم خيبر .. فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد العين ، فتفل في عيني ، ثمّ قال : اللهمّ أذهب عنه الحرّ والبرد. قال : فما وجدت حرًّا ولا بردًا منذ يومئذ ، وقال : لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ليس بفرَّار ، فتشرَّف لها أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فأعطانيها»(٣). وللرواية سند آخر وفيه أنّ الإمام عليهالسلام قال له : «أو ما كنت معنا حين دعاني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا أرمد .. الحديث»(٤) وقد روى حديث الراية عنه ولده عبد الرحمن من غير طريق(٥) ، وذكر ابن خلّكان أنّ راية الإمام كانت معه بمعركة الجمل(٦)؛ وهو وهم ، لأنّها كانت مع ولده محمّد. وشهد أبو ليلى صفّين مع سبعة من أبنائه ، واستشهد بها(٧).
__________________
(١) الدرحات الرفيعة : ٤٤٧. الكليني والكافي : ٣٧.
(٢) وهم ابن الأثير في أسد الغابة ٥/٢٨٦ بقوله : «وشهد مشاهده كلها إذ استشهد بصفين كما سيأتي» ، وقد نص على استشهاده بصفين في ٥/١٢٣ من كتابه سابق الذكر.
(٣) مسند أحمد ١/٩٩ ، وسنن ابن ماجة ١/٤٣ ، وانظر أيضاً فضائل ابن عقدة : ٨٠.
(٤) إمتاع الأسماء ١١/٢٧٩.
(٥) ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق ١/٢١٥ـ ٢١٦ ، والحديث عنه عن رسول الله من دون واسطة عند البخاري في التاريخ الكبير ٧/٢٦٣ برقم ١١١٠.
(٦) وفيات الأعيان : ١٢٦.
(٧) جمهرة أنساب العرب : ٣٣٥ ، والإصابة ٧/٢٩٢ برقم ١٠٤٧٨. وأسد الغابة ٥/١٢٣.