سعيد الخدري وأبي جحيفة السوائي وأبيه أبي ليلى وأمّ هانئ بنت أبي طالب»(١) وعنه جمهور ذكرهم ابن عساكر وغيره ؛ لذا فإنّك واقفٌ على روايات كثيرة مبثوثة في كتب الحديث والرجال مروية عنه ؛ وقد تلتبس رواياته بروايات ولده محمّد ، ولاسيّما ما يتعلّق منها بالقضاء ؛ إذ تنسب كثير من الروايات في كتب الفقه لابن أبي ليلى.
منزلته بين التابعين :
وهو من مشاهير فقهاء الكوفة وقرّائها ، ذكره ابن سعد مع الطبقة الأولى منهم(٢) ، ونعته بالفقيه من ترجم له ، ونقل البغدادي عن العجلي عن أبيه أنّه قال : «عبد الرحمن بن أبي ليلى تابعيٌّ ثقة من أصحاب عليّ»(٣). ونعته الذهبي بالفقيه ، وقال عنه أيضاً : «الإمام العلاّمة الحافظ أبو عيسى الأنصاري الفقيه»(٤) ، وهو عند ابن خلّكان من أكابر تابعي الكوفة(٥). وروى الزمخشري أنّ يزيد بن أبي زياد قال : «ما دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى إلاّ حدَّثنا حديثاً حسناً وأطعمنا طعاماً حسناً»(٦) ويكفيه عزًّا وفخرًا صحبته لأمير
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٣٦/٧٦ برقم ٣٩٩٨.
(٢) الطبقات ٦/١٠٩ـ١١٣.
(٣) تاريخ بغداد ١٠/١٩٩ برقم ٥٣٤٨.
(٤) سير أعلام النبلاء ٤/٢٦٢ برقم ٩٦ ، تذكرة الحفاظ ١/٥٨.
(٥) وفيات الأعيان ٣/١٢٢٢٦برقم ٣٦٠.
(٦) ربيع الأبرار ٣/٢٦٠.