القطن ، فقيل له : كنت تلبسه ، قال : ذلك من صنع غيري(١).
منزلته بين أصحابه :
وكان أيضاً عظيم المنزلة بين أصحابه ،فقد نقل عن ابن سيرين أنّه قال : «جلست إلى عبد الرحمن «وأصحابه يعظّمونه كأنّه أمير»(٢). وذكر الذهبي أنّ عبد الله بن الحارث جالسه فقال : «ما شعرت أنّ النساء ولدن مثل هذا»(٣). وبسبب منزلته تلك كان بعض الصحابة يستمعون لحديثه ، روى البخاري أنّ عبد الملك بن عمير قال : «رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من أصحاب محمّد يسمعون لحديثه وينصتون له فيهم البرّاء بن عازب»(٤).
وهو سمحٌ عفُّ اللسان ، روى البغدادي بسنده أنّه كان علويّاً وكان عبد الله بن عكيم عثمانيّاً ، وكانا يصليان في مسجد واحد وما كان أحدهما يكلّم الآخر في مناظرة أو مخاصمة في عليّ وعثمان(٥) ، وذكر مثل هذا العجلي قبله وأضاف أنّه لمّا ماتت أم عبد الرحمن قدم ابن عكيم فصلَّى عليها(٦).
__________________ ـ
(١) الطبقات ٦/١١٢.
(٢) سير أعلام النبلاء ٤/٢٦٣ برقم ٩٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ٤/٢٦٤ برقم ٩٦.
(٤) التاريخ الصغير ٢/٢٣٨.
(٥) تاريخ بغداد ١٠/١٩٩ برقم ٥٣٤٨.
(٦) معرفة الثقات ١/٤٨٠.