جانب آخر فإنّه يرتبط بالمخاطبين الذين كان يخاطبهم كلّ مفسّر أو من يفترضهم المفسّرون كمخاطبين لهم حين تأليفهم لهذه التفاسير.
فإنّ كلّ واحد من هذه العوامل سواء كان تمام العلّة أو جزءاً منها يمكن أن يكون سبباً في التباين بين منهجيّات التفسير الشيعي لمفسّري الشيعة.
ولابدّ هنا من الإشارة إلى مسألة مهمّة جعلتنا نعاني من خلأ في هذا المجال ألا وهي هذا : إنّ ما نعانيه نحن ـ مؤرّخو تاريخ التفسير ـ هو البعد الزمني عن عصر المفسّرين ، بحيث جعلنا ذلك عاجزين عن الوصول إلى جميع الأسباب الظاهرية والباطنية المحيطة بالمفسّر والتي أدّت إلى تبلور منهجيّته وأسلوبه في التفسير ، فإنّ كلّ ما حصلنا عليه من بعد هذه القرون هي مجرّد تخمينات متّفق عليها تقريباً تؤيّدها شواهد من هنا وهناك ، إذن يمكن أن تفاجئنا في كلِّ لحظة شواهد تكون دليلاً على نقض جميع ما بيّناه من خصائص تبيّن منهجية المفسّر في تفسيره.
إنّ التفسير عند الشيعة كسائر العلوم الأخرى له معالمه وأسسه المختصّة به ، وإنّ الظروف التي عاشها مفسّروا الشيعة في غضون هذه القرون المتمادية لم تكن ظروفاًعلى وتيرة واحدة من حيث الزمان والمكان والخصائص ، وبالإضافة إلى التأثير العامّ الحاكم في كلّ زمان فإنّ توجّهات كل مفسّر وميوله الخاصّة لعبت دوراً في رسم معالم تفسيره وميّزته عن غيره من التفاسير ، فإنّ ميوله نحو الغلوّ أو الاعتدال في حقّ الأئمّة عليهمالسلام ، ورأيه الأخباري أو الأصولي