اتّجاه الآيات والروايات ، والالتزام المحض بنقل الروايات حتّى الضعيف منها ، والاعتماد على المباني العقلية والآراء الكلامية والأدبية و... كلّها عوامل تساهم في رسم معالم كلِّ تفسير.
وقد حاولت في هذه المقالة أن أتناول تقسيماً كلّياً لتاريخ التفسير الشيعيِّ لكي أبيّن من خلاله التحوّل الإجمالي في مجال التفسير ، ليستطيع القارىء أن يرسم صورة لكلِّ تفسير من تفاسير الشيعة وأن يرسم صورةً إجمالية للخصائص الكلّية لذلك التفسير والظروف التي أثّرت في تحديد معالمه ليميّز بينه وبين سائر التفاسير الشيعية المعروفة سواء القديمة منها أو المعاصرة.
وبالجملة ومن خلال كلِّ ذلك نستطيع أن نقسّم تاريخ تدوين التفسير الشيعيِّ إلى أربعة مراحل أساسية ، وذلك لاختلاف خصائص كلّ مرحلة عن المراحل الأخرى ، حتّى يمكننا أن نسمّيها بالمراحل المختلفة (١) ، ويمكن تلخيصها كما يلي :
أ ـ التفاسير التي دوّنت قبل الشيخ الطوسي وهي من مفسّرين مثل : أبو حمزة الثمالي ، الحبري ، السيّاري ، فرات الكوفي ، عليّ بن إبراهيم القمّي ، العيّاشي ، ابن ماهيار ، والنعماني.
__________________
(١) لقد تجاوزنا في هذا التقسيم مرحلة تبلور التفسير الشيعي في عصر الأئمّة عليهمالسلام ، فإنّ هذه المرحلة وبالرغم من أهمّيتها البالغة في رسم معالم أسلوب ومنهجية التفسير الشيعي إلاّ أنّه لم يصل إلينا منها أيّ مؤلّف مخطوط قط.