هناك بعض التشابهات الكلّية بين المرحلتين الأولى والثالثة وكذلك بين المرحلة الثانية والرابعة ، علماً بأنّ المراحل الأربعة المشار إليها آنفاً ليس لها حدوداً منطقية محسوبة ، فنرى بعض المفسّرين في المرحلة الثانية وذلك في الفترة الممتدّة ما بين القرن الخامس إلى القرن التاسع الهجري انفردوا في فهم وتفسير القرآن من دون التأثّر بالجوّ العلمي لمدرسة الشيخ الطوسي وذلك مثل سائر المفسّرين قبل الشيخ الطوسي ، كما يمكن العثور على موارد مشابهة في المراحل الأخرى أيضاً ، فعلى سبيل المثال فإنّ كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب ربّ الأرباب للنوري الطبرسي (١٢٥٤ ـ ١٣٢٠هـ) والذي صنّفه في النجف الأشرف في أواخر القرن الثالث عشر الهجري نرى مؤلّفه اتّخذ أسلوب الإخباريّين في العهد الصفوي منهجاً له في تفسيره ، فلذلك وخلافاً للمفسّرين المعاصرين نرى أنّ تفسيره لا يحتوي على تساؤلات تفسيرية جديدة أو تبلور نظرية ما في مصنّفه(١) ، وبالرغم من أنّ محمّد بن إبراهيم الشيرازي المعروف بـ : ملاّ صدرا (٩٧٩ ـ ١٠٥٠هـ) عاصر الأخباريّين في
__________________
(١) الأنموذج الآخر من تفسير أهل البيت عليهمالسلام هو ما ألّفه السيّد محمّد الحسيني الميلاني في سنة ١٣٩٤ هـ في النجف الأشرف والذي طبع في قم سنة ١٤٠٧ هـ بواسطة انتشارات تابان ، فبالرّغم من أنّ هذا التفسير ألّف في عهد متأخّر إلاّ أنّ مؤلّفه كان مقيّداً بالأسلوب القديم في التفسير وصبّ جلّ اهتمامه على تفسير الآيات بما يتناسب مع أسلوب تفسير الآيات التي نزلت في شأن أهل البيت عليهمالسلام وفي شأن محبّيهم والنيل من أعدائهم ، حيث يمكننا أن نعدّ هذا التأليف في إسلوبه امتداداً للإسلوب الأخباري في الحقبة الصفوية.