العهد الصفوي إلاّ أنّنا لا نستطيع أنْ نصنّف تفسيره من ضمن تفاسير الأخباريّين في العهد الصفوي ، ولا يمكن أن تنطبق عليه الخصائص التفسيرية لتلك الحقبة ، وذلك لآرائه الفلسفية المتميّزة في تفسير صدر المتألّهين.
خصائص المراحل المختلفة للتفسير الشيعي:
المرحلة الأولى :
لقد ألّفت تفاسير هذه المرحلة في جوٍّ من الانغلاق وكأنّها قد اعتمدت في أسلوبها المخاطب الشيعي دون غيره ، حيث تشكّلت أصل هيكليّة هذه التفاسير من روايات أئمّة الشيعة عليهمالسلام فقط ، وإنّ المفسّرين الشيعة اتّخذوا طريقة الانتقاء حيث اعتمدوا تفسير بعض الآيات في تفاسيرهم دون غيرها ، ولم يعتن مفسّروا هذه التفاسير بردود فعل المخالفين أبداً ، فقد رووا بكلّ جرأة روايات تحريف القرآن والروايات التي تشير الى ذمّ الخلفاء والصحابة ، ولم يُبدوا رغبة في الدخول في المباحث الكلامية والعقلية التي شاعت في المجتمع الإسلامي منذ القرن الثاني الهجري ، ولم يعتنوا بالجانب الأدبي من ذكر اختلاف القراءات ودقائق الإعراب والاشتقاقات والمباحث اللغوية والاستشهاد بالشعر الجاهلي.
من الناحية الزمنية فإنّ مفسّري هذه الحقبة مثل السياري ، علي بن إبراهيم القمّي ، وفرات الكوفي ، والعيّاشي ، والحبري كانوا من أعلام النصف الثاني من القرن الثالث ، أي إنّهم عاصروا مرحلة التكامل النهائي للتفسير الروائي عند أهل السنّة ، وعاصروا أعلاماً مثل الطبري وابن أبي حاتم.