تفسير الآيات على ترتيب المصحف ، حتّى أنّ بعض هذه التفاسير عمدت إلى جمع واستقصاء جميع الروايات من دون الالتفات إلى ضعف سندها أو محتواها وذلك مثل العروسي الهويزي في أوّل تفسير نور الثقلين(١) وأنّ البعض الآخر مثل الفيض الكاشاني فقد صحّح كلّ ما دوّنه في تفاسيره (الأصفى : ٢ ، الصافي ١ / ١١ ـ ١٤).
إنّ الميرزا حسين النوري الطبرسي (١٢٥٤ ـ ١٣٢٠هـ) الذي يعدّ من أكبر محدّثي الحقبة المتأخّرة يعتبر من أبرز الشخصيّات تطرّفاً في تدوين الأخبار الواردة في تحريف القرآن ، فإنّه كان يسعى في إثبات تحريف القرآن الكريم في كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب (النجف ١٢٩٢هـ) من خلال جمعه للأخبار والشواهد والأدلّة الواردة في إثبات تحريف القرآن خصوصاً القديمة منها والتي تناولتها المصادر الشيعية القديمة ، فإنّ أسلوب كلامه وأدلّته تبيّن على ما يبدو أنّه كان يخاطب الشيعة فقط ولم يقصد غيرهم قطّ.
المرحلة الرابعة :
يمكننا أن نطلق على هذه الحقبة التفسيرية اسم تفاسير القرن العشرين
__________________
(١) «وأمّا ما نقلت ممّا ظاهره يخالف لإجماع الطائفة المحقّة فلم أقصد به بيان اعتقاد ولا عمل ، وإنّما أوردته ليعلم الناظر المطّلع كيف نقل وعمّن نقل ، ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك ، مع أنّي لم أُخلِ موضعاً من تلك المواضع عن نقل ما يضادّه ، ويكون عليه المعوّل في الكشف والإبداء». نور الثقلين ١ / ٢.