ثانياً : روحانية وعاطفية المكان :
ولحرم الإمام الحسين عليهالسلام وللبقعة التي تضمّنت ذلك الجسد الطاهر ، وأُولئك الصفوة من الشهداء رضوان الله عليهم ، روحانية وعاطفية جيّاشة يستشعرها الإنسان في أوّل خطوة يخطوها نحو الحرم.
ثالثا : جاذبية المكان :
ولأرض كربلاء ، ولحرم الإمام الشهيد الحسين بن عليّ عليهالسلام جاذبية روحية عجيبة ، يستشعرها الإنسان المؤمن في أعماق أعماق نفسه ، فينجذب بقوّة نحو تلك البقعة المباركة ، انجذاب المحبّ نحو حبيبه.
ولهذا هانت الأخطار والمصاعب والأهوال عند محبّي الإمام الحسين عليهالسلام والعاشقين له والمنجذبين نحو قبره ، فاندفعوا نحوه غير مبالين ببطش الطواغيت وجلاوزتهم ومسالحهم وحرّاسهم ، وهذا ما يشهد به تاريخ كربلاء منذ أوّل زيارة له من قبل الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري ، وعطية العوفي ، وأهل بيت الإمام الحسين عليهالسلام ، وإلى يومنا هذا حيث تندفع في كلِّ موسم الملايين اتّجاه كربلاء ، بمنظر يعجز القلم والبيان عن وصفه.
هذه العوامل وغيرها ، بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية المساعدة للمنطقة ، والموقع الجغرافي المتميّز ، ووجود الحالة الأمنية المستقرّة جعلت الكثيرين من هؤلاء المحبّين ، والمنجذبين ، والموالين ، والباحثين عن صفاء الروح وقدسيّة المكان ورمزيّته ... متشبّثين بهذه الأرض ومتّخذين منها مسكناً وملاذاً ، ممّا أسفر عن تمصّر المدينة وتوسّعها وعمرانها وازدهارها