نواة مدينة متواضعة حول الحرم لها سكّانها وروّادها ، ممّا أثار واستفزّ رأس السلطة العبّاسية آنذاك ، المعروف ببغضه لأهل البيت عليهمالسلام وهو المتوكّل العبّاسي ، فأمر بهدم القبر الشريف ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ... في قصّة مأساوية ذكرها المؤرّخون في كتبهم بالتفصيل.
قال الطبري في تاريخه ضمن حوادث السنة السابعة والثلاثين والمائتين :
«وفيها أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن عليّ صلوات الله عليه ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يُحرَث ويُبذر ويسقى موضع قبره عليهالسلام ، وأن يمنع الناس من إتيانه ، فذكر أنّ عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق ، فهرب الناس ، وامتنعوا من المصير إليه ، وحُرث ذلك الموضع ، وزُرع ما حواليه»(١).
وبنفس المضمون ذكرها ابن الأثير في الكامل وأضاف : «وكان المتوكّل شديد البغض لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه عنه أنّه يتولّى عليّاً وأهله بأخذ المال والدم ...»(٢).
والذي يبدو أنّ اعتداء المتوكّل على قبر الإمام الحسين عليهالسلام وعلى زائريه قد تكرّر ولأكثر من مرّة(٣) ، حتّى قُتل ، وخلفه ولده المنتصر سنة سبع
__________________
(١) تاريخ الطبري : ٦ / ٢٢٧.
(٢) الكامل في التاريخ : ٧ / ٥٥.
(٣) أعيان الشيعة : ٢ / ٤٦٠.