وأربعين ومائتين. وفي خلافة المنتصر العبّاسي ـ والتي لم تدم سوى ستّة أشهر ـ «أمر الناس بزيارة قبر عليّ والحسين عليهماالسلام فأمّن العلويّين ، وكانوا خائفين أيّام أبيه ، وأطلق وقوفهم ، وأمر بردّ فدك إلى ولد الحسين والحسن ابني عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام»(١).
«والشائع على ألسنة الباحثين والمؤرّخين أنّ كربلاء كانت مطلع القرن الثالث مملوءة بالأكواخ وبيوت الشعر التي كان يشيّدها المسلمون الذين يفدون إلى قبر الحسين عليهالسلام ، وهكذا ظلّت كربلاء حتّى مطلع القرن الرابع الهجري»(٢).
وأهمّ عمارة تمّت للحائر الحسيني المقدّس هي التي قام بها عضد الدولة البويهي ، «... وقد ازدهرت كربلاء في عهده وعهد البويهيّين ، وتقدّمت معالمها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فاتّسعت تجارتها ، واخضلّت زراعتها ، وأينعت علومها وآدابها ، فدبّت في جسمها روح الحياة والنشاط ، فتخرّج منها علماء فطاحل وشعراء مجيدون ، وتفوّقت في مركزها الديني المرموق»(٣) وهكذا توسّعت مدينة كربلاء بعد أن آمن الناس ، وتوالت عمليّات الإعمار للمرقد الشريف ، وقد وصفها الرحّالة الشهير ابن بطّوطة في رحلته التي في بدايات القرن الثامن الهجري ، قال : «ثمّ سافرنا
__________________
(١) الكامل في التاريخ : ٧ / ١١٥ ـ ١١٦.
(٢) تراث كربلاء : ٢٣١.
(٣) تراث كربلاء : ٢٣١ ، تاريخ كربلاء : ١٧١.