عليهم ألف درهم(١).
«ويمكن أن تؤخذ كثرة السكّان ، وانقسامهم إلى طبقات ، قرينة على أنّ بعضهم في الأقلّ كانوا من بين طلبة العلم وشيوخه»(٢).
ولو تتبّعنا ومن خلال كتب الرجال والتراجم مسار الحركة العلمية في كربلاء ، والعلماء والفقهاء الذين واكبوها في كلّ عصر من عصور حركتها عبر القرون المتمادية لعثرنا على قائمة طويلة لأسماء لامعة من أعلام الفقه والفقاهة والمعارف والعلوم الإسلامية ، تبدأ من أواخر القرن الثالث الهجري ، وتستمرّ وباتّساع عبر القرون اللاحقة لها وإلى يومنا هذا ، وإنّها مرّت بأدوار علمية ثلاثة ولم تنقطع حركة العلم والعلماء خلالها عن هذه المدينة المقدّسة عبر القرون والأزمان ، وإنّما فترت في بعض القرون وأصابها الركود في بعضها الآخر ، ووصلت إلى قمّة الحركة والعطاء العلمي في برهة من الزمن.
حوزة كربلاء في دورها الأوّل :
لقد بدأت الحركة العلمية في كربلاء مع بدايات تمصيرها حيث سكنها بعض الفضلاء والمحدّثين.
وفيما يلي قائمة لأهمّ الشخصيّات التي واكبت الحركة العلمية في كربلاء في دورها الأوّل وقبل عصر الشيخ الوحيد البهبهاني وتلامذته ، حيث
__________________
(١) فرحة الغري : ٢٩٢ ـ ٢٩٣.
(٢) تاريخ التربية : ٣٠١.