البحرين قاعدة ومنطلقاً للاتّجاه الأخباري في الفقه ، فلمّا تعرّضت للغزو وتشرّد أهلها انتشر فقهاؤها في الأرض ، واحتضنت كربلاء بعضهم.
وكان الشيخ (يوسف) من هؤلاء الذين لجأوا إلى هذه المدينة المقدّسة ليواصلوا عملهم العلمي هناك ، حيث حلّ فيها في حدود (عام ١١٦٩ هـ) فحفّ به طلاّب العلم وارتشفوا من نمير علمه العذب ، وتسلّم في كربلاء زعامة التدريس والزعامة الدينية ، ولبث في هذه المدينة قرابة عشرين عاماً حتّى وافاه الأجل فيها(١).
والشيخ البحراني هو : (يوسف بن أحمد بن إبراهيم آل عصفور الدرازي البحراني) المتوفّى سنة (١١٨٦ هـ).
ترجم له الرجاليّون المتأخّرون وأثنوا عليه الثناء الجميل حيث كان في علمه وتقواه من أكابر فقهاء الإمامية(٢).
قال تلميذه أبو علي الحائري في كتابه منتهى المقال : «عالم ، فاضل ، متبحّر ، ماهر ، متتبّع ، محدّث ، ورع ، عابد ، صدوق ، ديّن ، من أجلّة مشايخنا ، وأفضل علمائنا المتبحّرين»(٣).
وترجم له المرحوم العلاّمة السيّد عبد العزيز الطباطبائي (طاب ثراه) وفهرس مؤلّفاته فهرسة جامعة في تقديمه لكتاب الحدائق الناضرة الذي
__________________
(١) مقدّمة رياض المسائل : ١ / ٩٥ ، بتصرّف.
(٢) تاريخ التشريع : ٤٣٧.
(٣) منتهى المقال في معرفة الرجال : ٧ / ٧٤ ـ ٧٥.