الاتجاه المعتدل للشيخ البحراني :
كان الشيخ يوسف البحراني يتبني الاتّجاه الأخباري في طريقة استنباط الحكم الشرعي ، وكانت الطريقة الأخبارية هي الطريقة السائدة والمعروفة في أوساط المدارس الفقهية للشيعة الإمامية حيث انحسرت المدرسة الأصولية نتيجة الحملة التي تعرّضت لها من قبل المحدّث الأسترآبادي وأقطاب مدرسته في تلك الفترة الزمنية.
وبعد هجرة الشيخ يوسف من البحرين إثر الغزو والتشريد الذي تعرّضت له تلك البلاد توجّه اتّجاه إيران وتنقّل بين مدنها ، ثمّ سافر إلى العتبات العاليات وجاور في كربلاء(١) بعد رحلة علمية استغرقت خمسة وثلاثين عاماً.
ونشط الشيخ يوسف في كربلاء ، وواصل عمله العلمي على صعيدي التأليف والتدريس بالإضافة إلى الزعامة الدينية التي انفرد بها في هذه المدينة المقدّسة.
وتخرّج على يده خلال هذه المدّة عدد من كبار الفقهاء الأفذاذ أمثال : أبي علي الحائري المازندراني مؤلّف كتاب منتهى المقال في علم الرجال ، والمحقّق القمّي الميرزا أبو القاسم صاحب القوانين في علم الأصول ، والشيخ حسين محمّد بن حسين مؤلّف عيون الحقائق الناضرة في تتمّة الحدائق
__________________
(١) منتهى المقال : ٧ / ٧٥ ـ ٧٦ ، وانظر مقدّمة الحدائق الناضرة.