الناضرة ، والسيّد علي الحائري صاحب رياض المسائل ، والسيّد مهدي بحر العلوم الفقيه الشهير صاحب الفوائد الرجالية ، والمولى المحقّق النراقي محمّد مهدي مؤلّف مستند الشيعة وآية الله السيّد ميرزا مهدي الشهرستاني(١) ، وغيرهم الكثير من كبار الفقهاء والمجتهدين ، عدا الكثير من طلاّب العلم والمشتغلين الذين كانوا يستسقون من نمير علمه خلال فترة تواجده في إيران ولا سيّما في معهدها الديني (شيراز) من الذين لم يضبط لنا تاريخ التراجم أسماءهم.
وفي كربلاء التي حلّ بها الشيخ يوسف رحمهالله في حدود سنة (١١٦٩ هـ) احتدم الصراع الفكري بين الأخباريّين والأصوليّين ، يصدر منها إلى خارجها ويرد من خارجها إليها ، ويدور عنيفاً على محور مركزها العلمي ، ذلك أنّ ثورة الميرزا الأسترآبادي قد أثارت ردود فعل قويّة ومن أهمّها أن قوبلت بثورة أصولية من الوحيد البهبهاني.
وكان للمحدّث البحراني دورٌ مهمٌّ في محاولة توازن القوى وتبريد غليان الصراع ، وذلك بشجب التطرّف الذي كان من المحدّث الأسترآبادي والفيض الكاشاني وأمثالهما(٢). والأخذ بالموقف المعتدل والعقلانية من هذا الصراع المرير بين المدرستين ، محاولاً بذلك تخفيف غلواء أسلافه في
__________________
(١) انظر مقدّمة الحدائق صفحة : ل ـ م ـ ن ـ س ـ ع.
(٢) انظر لؤلؤة البحرين : ١١٧ ـ ١١٨ و ١٢١ في ترجمة كلاًّ من الأسترآبادي والفيض الكاشاني.