فإنّه يذهب إلى نفي اعتبار العقل مصدراً من مصادر الفقه.
كما أنّه يذهب إلى أنّ الأصول الفقهية المستفادة من دليل العقل ـ هي الأُخرى ـ غير معتبرة ، والمعتبر عنده هو الأصول المستفادة من أحاديث أهل البيت عليهمالسلام.
قال في المقدّمة الثالثة من الحدائق : «وأمّا الثالث ـ من معاني الأصل وهو القاعدة ـ فإن كانت تلك القاعدة مستفادة من الكتاب والسنّة فلا إشكال في صحّة البناء عليها ، ومنها قولهم : الأصل في الأشياء الطهارة ـ أي القاعدة المستفادة من النصوص وهي قولهم عليهمالسلام : (كلّ شيء طاهر حتّى تعلم أنّه قذر) تقتضي طهارة كلّ شيء»(١).
ولازم كلامه قدسسره عدم صحّة البناء على القاعدة المستفادة من غير الكتاب والسنّة وهي المستفادة من دليل العقل(٢).
سادساً : في الاجتهاد والتقليد :
لم يتعرّض الفقيه البحراني قدسسره إلى ذكر الاجتهاد والتقليد ، وما يتبنّاه فيهما من رأي في مقدّمات الحدائق ولا في الدرر.
إلاّ أنّ المتأمّل في منهجه الاستدلالي يجزم بأنّه يقول بهما ، شريطة أن يكون المجتهد إخبارياً في منهج استدلاله وطريقة فتواه(٣).
__________________
(١) انظر الحدائق : ١ / ٢٤ كذلك ١ / ١٢٩ ـ ١٣٣ ، م ـ ن.
(٢) تاريخ التشريع الإسلامي : ٤٤٨.
(٣) المصدر نفسه.