٢ ـ ابن زهرة الحلبي ترجمته ومصنّفاته :
هو عزّ الدين أبو المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة الحسيني الحلبي (٥١١ هـ ـ ٥٨٥ هـ) ، فقيه ، أُصوليٌّ ومتكلّمٌ إماميٌّ في القرن السادس الهجري ، كان يعدّ بيته من البيوتات الشيعية العلمية العريقة(١) لمدينة حلب(٢)
__________________
(١) وفقاً للمستندات الموجودة فإنّ ابن زهرة ينتهي نسبه إلى الإمام جعفر الصادق عليهالسلامبتوسط تسعة اشخاص وهم كالتالي :
حمزة ، عليّ ، زهرة ، عليّ ، محمّد ، محمّد ، أحمد ، محمّد ، إسحاق ، جعفر الصادق عليهالسلام(انظر النسخة المصوّرة من غنية النزوع : ١ ، وبحار الأنوار : ١٠٤/٦١ حيث ورد نسب زهرة بن عليّ ـ جدّ ابن زهرة ـ بالترتيب المذكور آنفاً في ديباجة إجازة العلاّمة الحلّي لبني زهرة) وفي (أعيان الشيعة : ٦/٢٤٩ يذكر أنّه في مزار ابن زهرة الواقع غرب حلب في سفح جبل جوشن عثر في سنة ١٢٩٧ هـ على نسبه ويذكره بنفس الترتيب الذي ذكرناه) وفي (رياض العلماء : ٢/٢٠٢ نقلاً عن نسخة من نسخ غنية النزوع والتي جاء فيها نسب المصنّف في أواخر فصل أُصول الفقه منها ـ فإنّ نسب ابن زهرة جاء بهذا الترتيب ، ولكن من جهة أخرى نراه ينقل عن مصادر يعتبرها موثّقة يذكر فيها سلسلة أخرى لنسبه مع شيء من الاختلافات حيث ينتهي نسبه وفقاً لسلسلة النسب الأخيرة إلى الإمام جعفر الصادق عليهالسلامباثنتي عشرة واسطة).
(٢) والشاهد على ذلك أنّ جدّ ابن زهرة هو من رواة ابن بابويه (ت ٣٨١ هـ) (انظر المزار الكبير : ١٤٠ ـ ١٤٩) وأنّ أباه عليّ يعدّ من مشايخه ومن أعلام علماء حلب الذي كان يروي عن أبيه زهرة وله كتاب في علم البديع تحت عنوان آداب النفس (انظر رياض العلماء : ٤/٩٧) هذا وقد قرأ أخوه عبد الله بن عليّ (٥٣١ ـ ٥٨٠ هـ) نهاية الطوسي على ابن زهرة وله كتاب التجريد لفقه الغنية عن الحجج والأدلّة وهو مختصر باب الفقه من كتاب غنية النزوع (الثقات العيون : ١٦٥) ، وقد قرأ ابن أخيه (محمّد بن عبد الله بن عليّ) مقنعة المفيد على ابن زهرة سنة (٥٨٤ هـ) (نفسه في الأنوار الساطعة : ١٦١) وهو من مشايخ السيّد رضي الدين ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) والمحقّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ) (الأنوار الساطعة : ١٦٠) ، هذا وإنّ