ـ في شمال سوريا ـ لقد ولد ابن زهرة في حلب ونشأ فيها إلى حين حلول أجله حيث توفّي فيها ودفن في المقبرة المعروفة لشيعة حلب ـ الواقعة في سفح جبل الجوشن ـ وله رحلات وأسفار في المناطق القريبة والنائية ، وما نعلمه من بين تلك الأسفار هو سفر حجّه ، حيث مرّ ابن زهرة في عودته من الحجّ ـ سنة ٥٧٤ هـ ـ بالكوفة(١) والتقى في مسجد السهلة(٢) بمحمّد بن المشهدي وروى له الحديث.
وتبيّن لنا بعض المصادر التاريخية أنّ ابن زهرة على ما يبدو كان قد تصدّى في عصره زعامة الشيعة في حلب بشكل أو بآخر(٣).
أمّا أساتذته ومشائخه فمنهم والده عليّ بن زهرة(٤) ، الحسن بن
__________________
الإجازه الصادرة بتاريخ ١٥ شعبان سنة (٧٢٣ هـ) من العلاّمة الحلّي لبعض أفراد هذه الأسرة العلمية من بني زهرة مثل (علاء الدين عليّ بن محمّد مع نجله شرف الدين الحسين وأخوه بدر الدين محمّد وأبناء أخوته أمين الدين أحمد وعزّ الدين الحسن) تعبِّر عن ديمومة مقامهم ومكانتهم العلمية امتدّت إلى عهود من الزمن تقدّر بأقلّ التقديرات إلى النصف الأوّل من القرن الثامن الهجري (انظر بحار الأنوار : ١٠٤/٦٠ ـ ١٣٧ للاطّلاع على نصّ الإجازة والعبارات التي ذكرها العلاّمة الحلّي بحقّ علاء الدين عليّ).
(١) المزار الكبير : ١٤٩.
(٢) المزار الكبير : ١٤٠.
(٣) (انظر البداية والنهاية : ١٢/٣٥٥) من بين ما ذكره ابن كثير في ذيل وقائع سنة (٥٧٠ هـ) أنّ من جملة الشروط التي أملتها شيعة حلب على حاكمها لإعانتهم إيّاه على صلاح الدين الأيّوبي أن يفوّض أمر العقود والأنكحة إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة ابن زهرة الحسيني مقتدى شيعة حلب وقد صحّف في النسخة المطبوعة من البداية والنهاية إلى (الشريف أبي طاهر بن أبي المكارم حمزة بن زاهر الحسيني).
(٤) انظر المزار الكبير : ١٤٠ ، ١٤٦ ، ١٤٩ حيث بعض النماذج من رواية ابن زهرة عن أبيه.