ولكنّها أيضاً تلفت مع ما تلف من تراثنا وتاريخنا.
٤ ـ المدرسة السيّارة :
وهي المدرسة التي صنعها السلطان محمّد خدابنده الذي تولّى حكم الدولة الإليخانية خلال الفترة (٧٠٣ ـ ٧١٦ هـ) والذي أظهر المذهب الشيعي وجعله المذهب الرسمي في جميع أنحاء مملكته .. فكان هذا أوّل ظهور رسمي للتشيّع في إيران ، وكان ذلك بجهود العلاّمة الحلّي والذي بقي في إيران بصحبة السلطان ثلاث سنوات .. وبلغ من شغف السلطان بالعلاّمة الحلّي أن صنع له مدرسة سيّارة معمولة من الأدم (الجلود) تنقل معه في أسفاره فإذا حلّ في مكان أُقيمت له تلك المدرسة ، وفيها جميع ما يلزم من غرب وأواوين ولوازم أُخرى ..»(١).
وليس لدينا تفاصيل دقيقة أُخرى عن هذه المدرسة.
المبحث السابع : المناهج التدريسية في حوزة الحلّة :
ممّا لا شكّ فيه أنّ التراث العلمي الذي خلّفته مدرسة بغداد ؛ وورثته مدرسة النجف الأشرف وحوزتها العلمية في دورها الأوّل ؛ كان تراثاً علميّاً كبيراً ومتنوّعاً وشاملاً لأغلب المعارف والعلوم السائدة آنذاك ؛ وخاصّة تركة الشيخ الطوسي العلمية ، والتي خلّفها في مجال علم الفقه ، وأُصوله ،
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٠٨.