(٧٥٠ هـ) ودرس على يد علمائها وأصبح فيما بعد الرائد الأوّل لعلماء جبل عامل الشيعة ، ورئيساً للطائفة الشيعية في بلاد الشام»(١).
هذه هي أهمّ المراحل الرئيسية لحوزة الحلّة العلمية في تاريخها العلمي عبر القرون الأربعة ، والتي رافقها أحداث سياسية هامّة في الحلّة ، وفي بغداد ، وغيرها من مدن العراق ، والعالم الإسلامي ، وقد توقّفنا عند بعضها لملامستها لموضوع بحثنا.
وينبغي أن نشير إلى أنّ نهاية المرحلة الثالثة لا تعني بالضرورة النهاية التامّة لحركة العلم والعلماء في هذه المنطقة ، إذ ظهر فيها بعض العلماء والأُدباء والشعراء ، بل وبعض الأسماء اللامعة في عالم المرجعية الشيعية ، كالشيخ حسين الحلّي (ت ١٣٩٤ هـ) أُستاذ الحوزة العلمية في النجف ، وأُستاذ الفقهاء الكبار المعاصرين كالسيّد عليّ السيستاني ، والسيّد محمّد سعيد الحكيم (حفظهما الله).
وينبغي أن نشير أيضاً ، إلى أنّنا رغم إطالتنا في مباحث (حوزة الحلّة العلمية) إلاّ أنّنا لم نتمكّن من استيعاب جميع أبحاثها ، وذلك لامتدادها الزمني وكثرة علمائها ، ووفرة نتاجها العلمي ، والأحداث المفصلية الهامّة التي رافقتها ، فاكتفينا بالإشارة والتلميح في بعض جوانب البحث ، كما أهملنا ذكر بعض الأحداث الجانبية.
__________________
(١) المؤسّسة الدينية : ١٤٧.