والأُصول(١) ، أو على مستوى التراث العلمي الضخم الذي وصلنا من المحقّق والعلاّمة والعلماء الذين سبقوهم أو عاصروهم أو كانوا من تلامذتهم وتلامذة تلامذتهم. وكان على رأس أُولئك ولد العلاّمة فخر المحقّقين محمّد بن الحسن (ت ٧٧١ هـ) الذي واصل خُطى والده العلمي. «ويمكن اعتبار العلاّمة الحلّي حلقة وصل بين القرنين السابع والثامن الهجريّين ، إذ قضى في السابع ثلثي عمره ثمّ ثُلثه الأخير في الثامن»(٢).
المرحلة الثالثة : مرحلة الركود والأُفول :
وهي المرحلة التي أعقبت رحيل العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) والتي بدأت تدريجيّاً مع عصر فخر المحقّقين الذي واصل مدرسة والده وزعامته للحوزة الحلّية إلى حين وفاته عام (٧٧١ هـ) ثمّ أعقبه بعض اللاّمعين من تلامذة والده وتلامذته حتّى هجرة بعض أعلام الحلّة إلى النجف وكربلاء من أمثال الشيخ المقداد السيوري أبي عبد الله (ت ٨٢٦ هـ) الذي هاجر إلى النجف الأشرف وأسّس فيها مدرسته العلمية ، وتوفّي فيها ، والشيخ أحمد بن فهد الحلّي (ت ٨٤١ هـ) الذي هاجر إلى كربلاء وواصل حركته العلمية فيها حتّى توفّي ودفن هناك.
ومن أبرز المعالم الإيجابية لهذه المرحلة هجرة بعض طلاّب العلم إلى حوزة الحلّة في عصر الشيخ فخر المحقّقين ، «وكان من أهمّ هؤلاء الطلبة فتى (جزين) ، محمّد بن جمال الدين مكّي العاملي الذي وصل إليها ـ الحلّة ـ سنة
__________________
(١) تأسيس الشيعة : ٢٧٠.
(٢) متابعات تاريخية : ٤١.