عليها والمؤازرين لها.
فظهر خلال هذه الفترة والتي تزامنت مع بداية القرن السادس للهجرة ، علماء وفقهاء وفضلاء اشتهروا بفروع معيّنة من المعرفة كالفقه والحديث والتفسير والأدب ، وعلى رأسهم الفقيه المجدّد محمّد بن إدريس بن أحمد العجلي الحلّي أبو عبد الله (ت ٥٩٨ هـ) الذي استطاع أن ينهض بحركة تجديدية في مباني الاجتهاد ، وأن يكسر طوق التقليد الذي كاد أن يغلق أبواب الاجتهاد عند الشيعة الإمامية.
المرحلة الثانية : مرحلة الازدهار والتوسّع :
وتبدأ هذه المرحلة من أوائل القرن السابع الهجري ، وتتوّج برائدها وقطب حركتها المحقّق المدقّق الإمام نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن ابن يحيى المعروف بالمحقّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ).
وقد سبق هذا العلم الفذّ ، ولحقه نخبة من أعلام الفقهاء وأسماء لامعة في دنيا العلوم والمعارف ، كانوا من أساتذة هذا المحقّق ، أو من تلامذته الأفذاذ ، وعلى رأسهم وقطب رحاهم العلاّمة الحلّي جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر (ت ٧٢٦ هـ) الذي تلمّذ للمحقّق الحلّي ثمّ كان شيخ الطائفة الإمامية ورئيسهم إلى حين وفاته.
وقد شهدت حوزة الحلّة العلمية في هذا الدور ازدهاراً وتوسعة بلغت القمّة في العطاء ، أنّ على مستوى الحضور الواسع لطلاّب العلم والمعرفة حتّى قيل إنَّ درس العلاّمة الحلّي قد تخرّج منه خمسمائة مجتهد في الفقه