وقبحه ، فهو إن لم يكن سخيّاً بطبعه فلابدّ أن يتسخّى بسبب علمه ، مع أنّنا لم نجد ناقلاً نقلها غيره ..»(١).
الخاتمة :
خلاصة عامّة لأدوار مدرسة الحلّة :
بعد هذا السبر التاريخي لحوزة الحلّة العلمية منذ انطلاقها العلمي في القرن السادس الهجري ، على يد الشيخ ابن إدريس العلمي ، وإلى حين أُفولها في أواخر القرن التاسع الهجري ، لابدّ لنا من خاتمة نلخّص فيها أهمّ الأدوار الرئيسية التي مرّت بها هذه المدرسة والحوزة المباركة في عمرها المتمادي ، منذ تأسيسها ولأربعة قرون.
لقد اتّضح لنا ومن خلال استعراض مفردات تاريخ هذه الحوزة والعلماء الكبار الذين عاصروها ، إنّ هذه الحوزة المباركة مرّت بثلاث مراحل :
المرحلة الأُولى : مرحلة التأسيس :
وتبدأ من تأسيس مدينة الحلّة على يد بني مزيد الأسديّين ، والكرد الجاوانيّين سنة (٤٩٥ هـ) وبواسطة أعظم أُمرائها الأمير سيف الدولة صدقة بن منصور بن مزيد الأسدي (ت ٥٠١ هـ) ، إذ كان هذا الأمير ومن جاء بعده من الأُمراء المزيديّين من محبّي العلوم والآداب والمعارف ، ومن المشجّعين
__________________
(١) أعيان الشيعة ٩ / ١٧ ـ ١٨.