بقائه»(١). وهنالك الكثير من الروايات حول بعض العلماء الذين كانوا على درجة من الفقر ثمّ أثروا ثروة ضخمة ، بفضل نصير الدين الطوسي(٢).
رابعاً : إسلام الدولة الإليخانية :
لقد كان لإسلام الدولة الإليخانية ثمّ اعتناقهم مذهب الإمامية الاثني عشرية بواسطة العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف ، دور كبير في دعم الحوزة العلمية في الحلّة ، إذ وفّر سلطان هذه الدولة المعروف بـ (محمّد خدابنده) للعلاّمة الحلّي مدرسة سيّارة تحتوي على كلّ المقوّمات الضرورية للدعوة والإرشاد والتدريس ، وكانت لها نفقات سخية تحدّثنا عنها سابقاً.
ونجد في ترجمة العلاّمة الحلّي بعض الإشارات التي أطلقها المترجمون له تشير إلى تمكّنه المالي ، ففي كتاب الدرر الكامنة يقول ابن حجر العسقلاني في ترجمة العلاّمة الحلّي : «وكان صاحب أموال وغلمان وحفدة ، وكان رأس الشيعة بالحلّة ..» ثمّ يقول : «.. ويقال إنّه تقدّم في دولة خربندا [هكذا] وكثرت أمواله ، وكان مع ذلك في غاية الشحّ ...» وقد ردّ السيّد الأمين كلام ابن الحجر حيث نسبه إلى الشحّ فقال : إمّا نسبته إلى غاية الشحّ فلا تكاد تصلح ولا تصدّق في عالم فقيه عظيم عرف مذامّ الشحّ
__________________
(١) المرجع نفسه ١٤ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧ نقلاً عن مقدّمة رسالة العرضي التي أنشأها في شرح آلات مرصد مراغة وأدواته ، والتي يوجد منها نسخة خطّية في مكتبة الإمام الرضا عليهالسلام في مشهد خراسان.
(٢) انظر : تاريخ الحلّة ٢ / ٤٢.