أحد العلماء العرب الذين لبّوا دعوة الطوسي فترك دمشق ومضى إلى مراغة عاملاً تحت لواء الطوسي في الميدان العلمي الواسع ، وإليك ما كتبه في رعاية الطوسي للعلماء في مقدّمة رسالته : «.. وذلك بإشارة مولانا المعظّم والإمام الأعظم العالم الفاضل المحقّق الكامل قدوة العلماء وسيّد الحكماء ، أفضل علماء الإسلاميّين بل المتقدّمين ، وهو من جمع الله سبحانه فيه ما تفرّق في كافّة أهل زماننا من الفضائل والمناقب الحميدة وحسن السيرة ، وغزارة العلم وجزالة الرأي وجودة البديهة والإحاطة بسائر العلوم ، فجمع العلماء إليه ، وضمَّ شملهم بوافر عطائه ، وكان بهم أرأف من الوالد على ولده ، فكنّا في ظلّه آمنين ، وبرؤيته فرحين كما قيل :
نميل على جوانبه كأنّا |
|
نميل إذا نميل على أبينا |
ونغضبه لنخبر حالتيه |
|
فنلقى منهما كرماً ولينا |
وهو المولى نصير الملّة والدين محمّد بن محمّد الطوسي أدام الله أيّامه ، ولقد كنت :
واستكبر الأخبار قبل لقائه |
|
فلمّا التقينا صغر الخُبر الخَبرْ |
فلّله أيّام جمعتنا بخدمته ، وأبهجتنا بفوائده ، وإن كانت قد أبعدتنا عن الأوطان والعشيرة والولدان ، فإنّ في وجوده عوضاً عن غيره ، ومن وجده فما فاته شيء ، ومن فاته فقد عدم كلّ شيء ، فلا أخلانا الله منه وأمتعنا بطول