العلمية والأدبية حتّى أينعت وأثمرت وجادت بما يستطاب». يقول العماد الإصفهاني : «ملوك العرب وأُمراؤها بنو مزيد الأسديّون النازلون بالحلّة السيفية على الفرات ، كانوا ملجأً للاّجئين ، وثمال الراجين ، وسؤل المعتفّين ، وكنيف المستضعفين ، تشدّ إليهم رحال الآمال ، وتنفق عندهم فضائل الرجال .. وأثرهم في الخيرات أثير ، والحديث عن كرمهم كثير ..»(١).
ثالثاً : رعاية نصير الدين الطوسي للعلم والعلماء :
لقد كانت لشخصية محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي المعروف بالمحقّق الطوسي وبالخواجه نصير الدين الطوسي ، دور فاعل ومؤثّر في الحياة العلمية في القرن السابع الهجري ، وفي فترة عصيبة من تاريخ الأُمّة الإسلامية ، حيث استطاع وبجهوده ووجاهته ومكانته العلمية أن يحفظ ما تبقّى من تراث المسلمين ، وأن يحفظ حياة الكثير من علماء المسلمين بغضّ النظر عن انتمائهم المذهبي ، وكانت له اليد البيضاء الكريمة على علماء المسلمين عامّة وعلى علماء الشيعة وحوزتها العلمية في الحلّة خاصّة.
لقد وفّر نصير الدين الطوسي للعلماء والفقهاء والمحدّثين والحكماء والفلاسفة حياة حرّة كريمة «وقرّر رواتب دائمة لطلاّب المدارس والمعاهد بحسب أهمّيتها»(٢) وقد تحدّثنا عن ذلك فيما سبق من البحث ، وليس هنالك من إضافة إلاّ مقطع من رسالة أنشأها عالم دمشق مؤيّد الدين العرضي ، وهو
__________________
(١) نفس المصدر ٢ / ٤ عن الخريدة.
(٢) أعيان الشيعة ١٤ / ٢٤٦.