والفصيحُ : وَمِنْ أجل ، وهي لغة القرآن الكريم. قال تعالى : (... مِن أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ..).
وممّا يعضد ما قلناه قول كثير الخزاعيّ (وهو ممّن يُحتجّ بلُغتهم) :
وكُلُّ خليل راءنِي فهو قائِلٌ |
|
مِنَ اجلك هذا هامَةُ اليومِ أو غَدِ |
وقد استعمل (من اجلك) ، وارتكب ضرورة وصل همزة القطع في عبارة (مِن اجلك) مراعاةً للوزنِ ، ولو كانت عبارة (لأجلكَ) فصيحةً أيضاً لاستعملها وتحاشى الوقوعَ في ضرورة وصل المنقطع.
وقد وقع للحريريّ في دُرّة الغَوّاص ما وقع هنا من استعمال كلمة (لأجل) مع أنّه صنّف الدّرّة للتصحيح اللغويّ ، كما وقع لجماعة ممّن كتبوا في (النحو) من تسمية (المفعول من أجله) : مفعولاً لأجله ، وهو خلاف الفصيح ، والله العاصم.
* وفي صفحة ٤١ من شعر السيّد فضل الله الرّاونديّ ممّا اختاره العماد (ت ٥٩٧ هـ) في خريدته :
خبط الليل واستشبَّ وقوراً |
|
لم يُنازعه مَرخُهُ والعفارا |
وأرى أنّ (وقوراً) ـ بالرّاء ـ تحريف. وأنّ الصّواب : «واستشبّ وَقُوداً ـ بالدال المهملة ـ».
وقد أشار المحقّقون سلمهم الله تعالى في الهامش إلى ما يُفيدُ تخطئتهم (النَّصب) في عبارة (والعفارا) وقد أصابوا في هذا التنبيه ؛ إذ لا يتّجه للنّصب وجه وجيه. إلاّ على طريق التعسّف والتكلّف.
وقد ذكّرني هذا البيت بما أحفظه من أوائل أيّام الطّلب من قول العرب