وقد رأيت اسم (جنّي) مضبوطاً بالعبارة من لدن أعلام الفنّ بأنّه بسكون الياء ؛ خلافاً للمنسوب إلى (الجنّ) ؛ فإنّه بتشديد الياء. وقد وهِم (المعلّق) على كتاب إرشاد الأريب المطبوع باسم معجم الأُدباء في طبعته القديمة ؛ إذ ضبطه بالعبارة وقال : «بتشديد النّون والياء المشدّدة». والظاهر أنّه قاسه على المنسوب إلى الجنّ. وقد تكرّر (تشديد الياء) من كلمة (جنّي) فنكتفي بالتنبيه عليه هنا.
* وفي صفحة ٦٦ رفع المؤلّف سنده إلى أبي غالب محمّد بن أحمد ابن بشران ، «قال : أخبرنا علي بن محمّد بن دينار. ثنا الحسن بن بشر الآمديّ (ح) قال ابن بشران : وحدّثنا به الحسين بن علي بن الوليد ، قال : حدّثنا أبو رياش أحمد بن أبي هاشم ، قالا جميعاً : حدّثنا به أبو المطرف ...». وعلّق المحقّقون على الحاء الموضوعة بين قوسين (ح) بالقول : «هكذا وردت في المخطوط ، وهي مختصرٌ لـ : (حدّثني)».
أقول : ليست (الحاء) ـ هنا ـ مختصراً لـ : (حدّثني) بل هي (حاء التحويل) ، أي تحويل السند ، وإنّك لترى (المثال) عليها ـ فيما أسنده المؤلّف ـ في هذا الموضع ؛ فإنّ أبا غالب محمّد بن أحمد بن بشران ـ الذي روى عنه المؤلّف بواسطتين ـ روى كتاب حماسة أبي تمام عن علي بن محمّد بن دينار ، عن الحسن بن بشر الآمدي ، ثمّ (حوّل) أبو غالب السند ، وقال : «حدّثنا به الحسين بن عليّ بن الوليد ، قال : حدّثنا أبو رياش أحمد بن أبي هاشم قالا جميعاً : حدّثنا به أبو المطرف».
والضمير في (قالا) عائد إلى الحسن بن بشر الآمديّ المذكور في آخر