وجاء في كتاب الكامل لأبي العبّاس المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) الباب (٣٤) : «قال جرير [التميمي اليربوعيّ] : ونزل بقوم من بني العنبر بن عمرو بن تميم ، فلم يقروه حتّى اشترى منهم القِرى ، فانصرف وهو يقول :
يا مالك بن طريف إنّ بيعكم |
|
رفد القرى ، مُفسدٌ للدّين والحسبِ |
هل أنتم غير أوشاب زعانفة |
|
ريش الذنابى ، وليس الرّأس كالذَّنَبِ |
وإنّما قال جرير لبني العنبر : هل أنتم غير أوشاب زعانفة ؛ لأنّ النّسابين يزعمون أنّ العنبر بن عمرو بن تميم ، إنّما هو ابن (عمرو بن أ) هْوَدَ بن بهراء ، وأُمّهم (أمُّ) خارجة البَجَلِيّة التي يقال لها في المثل : أسرع من نكاح أُمّ خارجة ، فكانت قد ولدت في العرب في نيّف وعشرين حيّاً من آباء متفرّقين ، وكان يقول لها الرّجل : خِطْبٌ ، فتقول : نِكْحٌ ، كذلك قال يونس بن حبيب ، فنظر بنوها إلى عمرو بن تميم قد ورد بلادهم ، فأحسّوا بأنّه أراد أُمّهم فبادروا إليه ليمنعوه تزوّجها ، وسبقهم ؛ لأنّه كان راكباً فقال لها : إنّ فيك لبقيّةً ، فقالت : إن شئت ، فجاؤوا وقد بنى عليها ، ثمّ نقلها بعد إلى بلدهِ ، فتزعم الرّواة أنّها جاءت بالعنبر معها صغيراً ، وأولدها عمرو بن تميم ، أُسيّداً والهجيم والقليب ، فخرجوا ذات يوم يستقون ، فقلّ عليهم الماء ، فأنزلوا ماتحاً من تميم ، فجعل الماتح يملأ الدّلو إذا كانت للهجيم وأُسيّد والقليب ، فإذا وردت دلو العنبر تركها تضطرب. فقال : العنبر :
قد رابني من دلوي اضطرا بُها |
|
والنّايُ عن بهراء واغترابها |
إلاّ تجيىء مَلأى يجيىء قُرابها
فهذا قول النّسّابين.