ويروى أنّ رسول الله صلّى اللهُ عليه [وآله] وسلّم قال يوماً لعائشة رحمها الله ، وقد كانت نذرت أن تعتق قوماً من ولد إسماعيل ، فسبي قوم من بني العنبر ، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : إن سرّك أن تعتقي الصّميم من ولد إسماعيل فأعتقي من هؤلاء.
فقال النّسّابون : فبهراء من قضاعة ، وقد قيل قضاعة من بني مَعَدّ فقد رجعوا إلى إسماعيل. ومن زعم أنّ قضاعة من بني مالك بن حِمْيَر وهو الحقّ قال : فالنّسب الصحيح في قحطان الرجوع إلى إسماعيل وهو الحقّ. وقول المبرّزين من العلماء : إنّما العرب المتقدّمة من أولاد عابر ورهطه عاد وطسم وجدنيس وجرهم والعماليق ، فأمّا قحطان عند أهل العلم ، فهو ابن الهميسع ابن تيمن بن نبت بن قيذار بن إسماعيل صلوات الله عليه ، فقد رجعوا إلى إسماعيل ، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لقوم من خزاعة ، وقيل من الأنصار : (ارموا يا بني إسماعيل فإنّ أباكم كان رامياً ...) (١)».
أقول : ذهب جماعة من أهل النّسب إلى أنّ خزاعة مُضريّة عدنانيّة خلافاً للمشهور من أنّها أَزديّة قحطانيّة ، ومن الذاهبين إلى أنّها من (المضريّة) ابن حزم في جمهرة أنساب العرب اعتماداً على أحاديث صحيحة في نظره ، وممّا رواه بسنده إلى سلمة بن الأكوع ، قال : «خرج رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على قوم من أسلم يتناضلون بالسّيف ، قال : ارموا ، يا بني إسماعيل ، فإنّ أباكم كان رامياً».
ثمّ قال ابن حزم : «فخزاعة من ولد قمعة بن الياس بن مُضر بلا شك ،
__________________
(١) الكامل للمبرّد (١/٢٧٤ ـ ٢٧٥).