الاستدلالية فيه وتطرّقه إلى سائر الآراء من الفرق الإسلامية وغيرها من الامتيازات.
استناداً إلى طائفة من الشواهد العقلية والنقلية التي جاءت في الكتاب فإنّ طريقة ابن زهرة في سائر فصول كتابه الثلاثة هي نفس طريقة علماء الشيعة المتقدّمين عليه ـ خاصّة الشريف المرتضى ـ حيث نراه يستشهد ويستند إلى آيات القرآن ، والأحاديث ، والروايات التاريخية ، والأشعار ، كما يتطرّق إلى ذكر آراء وفتاوى علماء سائر الفرق الإسلامية من المتكلّمين والفقهاء مع ذكر وجوه الاختلاف بينها.
إن تأثّر ابن زهرة الحلبي بالآراء الكلامية والأصولية والفقهية للشريف المرتضى والشيخ الطوسي نراها جليّة في كتابه غنية النزوع ، أمّا تأثير غنية النزوع فنراه واضحاً في مصنّفات المدرسة الإمامية لمدرسة حلب ؛ وهي المدرسة التي اتخذت في القرنين الخامس والسادس منهجيةً متمايزة عن جمهور علماء الإمامية التي كانت متأثّرة بمنهجية التقليد والجمود على آراء الشيخ الطوسي.
إنّ الخصوصية التي امتازت بها مدرسة حلب هو موافقتها الكلّية مع آراء الشريف المرتضى ومخالفتها لبعض آراء الشيخ الطوسي ، حيث ورث ابن زهرة هذه الخصوصية من مدرسة حلب ، وخير دليل على ذلك هو المبنى الأصولي لحجّية خبر الواحد والتعبّد به الذي كان ابن زهرة مخالفاً له وذلك