لتبعيّته لآراء الشريف المرتضى(١) وخلافاً للشيخ الطوسي الذي كان متأثراً بآراء الأُصوليّين من أهل السنّة القائلين بحجّية التعبّد بخبر الواحد ، حيث عدّه الشيخ الطوسي أصلاً مهمّاً من أُصول مدرسته ، كما جعله أصلاً من أصول المدرسة الإمامية(٢).
٤ ـ غنية النزوع والمدرسة الإمامية في حلب :
إنّ غنية النزوع وما يحتويه من آراء كلامية وأصولية وفقهية لابدّ من مناقشتها في إطار المدرسة الإمامية في حلب ، حيث كانت زعامتها متمثلةً بأبي الصلاح تقي بن نجم الحلبي (٣٧٤ ـ ٤٤٧ هـ) ، فإنّ أبا الصلاح كان من تلامذة الشريف المرتضى كما أنّه كان من تلامذة الشيخ الطوسي أيضاً(٣) ، وله
__________________
(١) انظر غنية النزوع : ٣٥٤ ـ ٣٦٤ ، والنسخة المصوّرة : ١٩١ ـ ١٩٨ ، وللاطلاع على آراء الشريف المرتضى في باب خبر الواحد وحجّيته انظر جوابات المسائل التباينات ورسائل الشريف المرتضى : ١/٥ ـ ٩٦ ، الذريعة : ١/٢٨٠ ـ ٢٨٨ ، ٢/٥١٧ ـ ٥٥٧ ، المسائل الناصريّات : ٢٧٦ ، ٤٢٣ ، ٤٤٦ ؛ رسائل الشريف المرتضى : ٢/٣٠ ـ ٣١ ، ٤٧/٦٠ ، ١١٩ ، ١٢٣ ، ١٢٤ ، ٣٥١.
(٢) للاطلاع على رأي الشيخ الطوسي في باب خبر الواحد وحجّيته انظر عدّة الطوسي : ١/١٢٦ ـ ١٤٧.
وللاطلاع على كليات بحث حجّية خبر الواحد وردّه من قبل متقدّمي علماء الإمامية وما مهّده الشيخ الطوسي من تقبّل هذه القاعدة انظر (گفتگو : ١١٧ ـ ١٢٠).
وللاطلاع على التقريرات الاستدلالية الواردة من قبل علماء الفريقين في الردّ والقبول لحجّية خبر الواحد انظر (خبر الواحد : ١٦٠ ـ ١٧٤).
(٣) لقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله أبا الصلاح الحلبي وأشار إلى تلمّذ الحلبي عنده