الموضع ، ويحسن بي هنا أن أنقل كلام العلاّمة الأديب الشيخ عبد الستّار أحمد فرّاج المصحّح في مقدّمة كتاب جمهرة النسب لابن الكلبي ، قال رحمه الله تعالى : «والمؤلّفون لكتب الأنساب كانت لهم طريقتان : فبعضهم يُعرب الأسماء حسب موقعها في الجملة ، وبخاصّة المنصوبة ، وبعضهم كان يُلزم آخرها حالة واحدة ، لتبقى على صورتها الأصليّة قبل خضوعها لتلك العوامل وعلى هذه الطريقة الأخيرة سار البلاذري في كتابه أنساب الأشراف وهو يقول : قال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري :
قد كتبت الأسماء في كتابي هذا على صورها ، ولم أعربها في النسب ؛ لئلا يظنّ ظانّ أنّ بعض الألفات التي في الاسم المنصوب الجاري ثابتة فيه ، وأنّها ليست بإعراب ، وكذلِكَ رأيت عدّة من المشايخ فعلوه في النسب».
قال سمِيُّنا الفرّاجي رحمه الله تعالى : «وكذا فعل بعض الناسخين لهذا الكتاب ، ومنهم ابن كوجك ؛ إذ يقول : وتركت إعراب الأسماء كما تركها ، فلا يطعن عليّ في إسقاط الألف الثابت في الأسما إذا أُعرب ـ طاعن.
ويقصد بالجاري : المعرب المصروف المنوّن ، كأن يقول : ولد محمّد عليّاً وحسناً وخالداً وزيداً وجابراً : فهو يقول : ولد محمّد : عليّ وحسن وخالد وزيد وجابر أمّا النصوص التاريخية الأدبية فيجري عليها الاعراب.
وقد سار على هاهنا كثير من المؤلّفين في الأنساب فجاء المحقّقون وساقوها كما يأتي ، تخلّصاً من إلزام الاعراب الذي تركه بعض المؤلّفين : وولد محمّد : علي وحسن وخالد وزيد وجابر.