والظاهر أنّهم لم يطّلعوا على نصّ البلاذري وناسخه» (١).
* وفي ص٢٩٢ من حماسيّة جابر بن رألأنّ السنبسي البيت الخامس :
وأيّ ثنايا المجد لم نطّلع لها |
|
وأنتم غضاب تَحْرُقُوْنَ علينا |
(لها) اللاّم زائدة ؛ كما في قولك : ضربي لزيد ...
أقول : هذا من بابة ما قاله النحويّون في قوله تعالى : (قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون) (٢) : إنّما هو رَدِفَكُمْ كما ذكر ذلك أبو العباس المبرّد في موضِعَيْن من الكامل : وقد جاء الفعل (تحرقون) في البيت والشرّح مضبوطاً بضمّ الراء ، مع أنّه بضمّ الراء وكسرها فالوجه أن يضبط بالحركتين : تَحْرُِقُوْنَ ، ولا يقتصر على الضمّ.
* وفي ص٢٩٦ : «وقال رجل من بني فقعس» وعلّق المحقّقون على اسمه بالقول : «هو عمرو بن مسعود بن عبد مرارة [كذا] الفَقْعَسِيّ الأسديّ جاهلي ، كان معاصراً للنعمان بن المنذر ، ويقال : إنّه هو الذي بنى عليه النعمان الغَرِيّ الذي بظهر الكوفة».
أقول : عمرو بن مسعود الأسدي ليس من بني فقعس ، وإنّما هو من
__________________
(١) مقدّمة جمهرة أنساب العرب لابن الكلبي بتحقيق الأستاذ عبد الستّار أحمد فرّاج ص٣٦. وكنت في أثناء كلامي على هذا الموضوع قد استظهرت أنّ الأستاذ عبد السّلام محمّد هارون لم يطّلع على تنبيه البلاذري المنقول هنا قبل أن أقرأ استظهار الأستاذ الفرّاجي في المسألة نفسها ، فليضف ما قلته إلى ما قاله مع أنّ له فضيلة السبق في ذلك.
(٢) سورة النمل : ٧٢.