أي : لا ضبّ بها ، فينجحر».
أقول : ومن محفوظي ممّا يتّصل بهذا المعنى قول أمرىء القيس :
على لاحب لا يُهتدى بمنارهِ |
|
إذا سافه العَوْدُ النّباطيُّ جرجرا |
فقد قالوا في معناه ـ على ما أحفظ ـ : إنّه ليس له منار فيُهتدى به.
* وفي ص٣٠٢ : «... أي إذا زوّجتك فأنّي وأدتها ، والوأد حرام ، فلا أُريد بتزويجها منك».
والظّاهر أنّ الأصل : فلا أريد تزويجها منك بحذف الباء من كلمة بتزويجها مع أنّ الاختصار مع إصابة المعنى هو المُطَّرِدُ في كلام العرب وعلى ذلك فالوجه أن يقول : فلا أُزَوِّجُكَها.
وقد يكون الأصل : فلا أُرِيْدُهُ (أي الوأد) بتزويجها منك ، وتكون الباء في معنى العوض.
* وفي ص٣٠٤ ، من حماسيّة زيادة الحارثي (حارث سعد هذيم) البيت الأوّل :
لم أر قوماً مثلنا خير قومهم |
|
أقلّ به منّا على قومنا فخرا |
وقال الشارح : «خير : بدل من قومنا ، أو صفة له».
والصّواب : أنّ كلمة (خير) هنا بدل من كلمة قوماً في قوله : لم أر قوماً والغريب أنّ المحقّقين الأجلاّء سلّمهم الله تعالى لم يلتفتوا إلى أنّ البدل إنّما يأتي بعد المبدل منه ، هذا مع اختلاف الإعراب ، في هذا الموضع فإنّ كلمة (خير) منصوبة وكلمة قومنا مجرورة ، ولا يبعد أن يكون ما وقع هنا من الأخطاء المطبعية ، بل هو الظاهر ، وقد جاء البيت المذكور مخروماً كما ترى.