ابن زهرة التي واجه بها الجوّ السائد في الأوساط العلمية من تأثّرها بآراء الشيخ الطوسي ـ كما في حجّية التعبّد بخبر الواحد ـ نراها واضحة المعالم في هذه الترجمة الفارسية(١) لكتابه بالرغم من مخالفتها لمدرسة الشيخ الطوسي التي عمّت الأوساط العلمية في إيران آنذاك ، وإضافة على كلّ ما ذكرناه فإنّ عليّ بن محمّد القمّي السبزواري مصنّف كتاب جامع الخلاف والوفاق بين الإمامية وبين أئمّة الحجاز والعراق والذي فرغ من تصنيفه سنة (٦٩٨ هـ) في المشهد الرضوي(٢) ذكر في مقدّمة كتابه أنّه أعدّه شرحاً وتكميلاً للقسم الثالث (فروع الفقه) من غنية النزوع(٣).
وبعد تلك الحقبة وحتّى في زمن سيطرة المناهج والمباني الفقهية ـ الأُصولية لمدرسة الحلّة نرى أنّ غنية النزوع احتفظ بمكانته العلمية في سائر الأبحاث الاجتهادية ، هذا وإنّ بعض آراء ابن زهرة الفقهية والأصولية فيه
__________________
الطبري ، معتقد الإمامية) ؛ ولكن يبدو أنّ هذا العنوان قد جاء في واحدة من النسخ الخطّية من الكتاب ولذا تردد دانش پژوه ـ في معتقد الإمامية ـ حيث كتب في الصفحة التي ظهر عليها عنوان الكتاب من النسخة المطبوعة حيث قال : «فإنّ من الممكن أن يكون الإسم الأصل لهذا المصنّف هو (العمدة في أصول الدين وفروعه) وللإطّلاع على بعض نسخ هذا الكتاب والموجودة في إيران انظر فهرست واره دستنوشت هاي إيران : ٩/٨٤١ ـ ٨٤٢.
(١) انظر معتقد الإمامية : ١٥٨ ـ ١٦١ ، حيث ورد فيه الكلام عن ردّ حجّية التعبّد بخبر الواحد (مطابقاً مع غنية النزوع : ٣٥٦ ـ ٣٥٨ ، باب الأصولين ؛ النسخة المصوّرة : ١٩٠ ـ ١٩٣).
(٢) جامع الخلاف والوفاق : ٦٢٠.
(٣) جامع الخلاف والوفاق : ٦٢٠.