وهذا الحديث لا يصحّ أيضاً لأسباب :
١ ـ إرسال الحديث من قبل إسماعيل بن أبي خالد وهو مدلّس لم يسمع من عائشة(١) ، «وحكى ابن أبي خيثمة في تاريخه عن يحيى بن سعيد قال : مرسلات ابن أبي خالد ليست بشيء»(٢).
٢ ـ إنّ (خلف بن خليفة) اختلط في آخر عمره ، ويبدو أنّه حدّث بهذا الحديث في العقد الأخير من عمره ، لأنّ الفرق بين وفاته ووفاة ابن شيبة (٥٣) سنة ، يعني إنّ ابن شيبة سمع منه الحديث في أخريات أيّامه ، وقد كان مختلطاً لا يحتجّ بحديثه ، وعلى فرض صحّة تحديثه ـ ولا يصحّ ـ فيكفي في الحديث علّة الإرسال عن مدلّس!
٣ ـ إنّ أبا بكر لم يكن كهلاً آنذاك ـ أي حين صدور الحديث وبعد الهجرة ـ بل كان شيخاً تجاوز الخمسين من عمره! فالمناسب لمثله أن يقال (سيّد شيوخ العرب)! وظاهر الخبر يشهد بوضعه ومعارضته الفاسدة لحديث (عليّ سيّد العرب) الذي ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله بطرق كثيرة.
٤ ـ لم يقم أيّ شاهد من التاريخ أنّ أحداً لقّب أبا بكر أو مدحه بسيّد كهول العرب! وحتّى أتباعه ومريدوه لم نسمع منهم هذا الوصف ممّا يؤكّد اختلاق الحديث وكذبه.
__________________
(١) طبقات المدلّسين : ٢٨.
(٢) تهذيب التهذيب ١ / ٢٥٥.