٣ ـ إنّ متن الحديث يعارض الحديث الشريف بحقّ أمير المؤمنين عليهالسلام بكونه سيّد العرب دون مشارك ، فيسقط بالمعارضة وضعف سنده.
دلالة حديث (عليّ سيّد العرب) :
إنّ دلالة الحديث واضحة في تفضيل أمير المؤمنين عليهالسلام على الصحّابة خصوصاً من تقدّمه من الخلفاء ، وهم من العرب ، وقد حاول بعض علماء العامّة التشكيك بأهمّية الحديث دلالته على الأفضلية ، ومن هؤلاء الإيجي (ت ٧٥٦هـ) صاحب المواقف(١) «السيادة هي الإرتفاع لا الأفضلية ، وإن سلم فهو كالخبر لا عموم له ، فلا يلزم كونه سيّداً في كلّ شيء بل في بعض الأشياء» ، والغريب المستهجن أنّ الإيجي قبل عشر صفحات قد استدلّ بحديث (أبو بكر وعمر سيّدا كهول الجنّة) استدلّ به على أفضليّتهما على سائر الأمّة(٢) ، فيظهر ممّا تقدّم أنّ التعصّب قد جعل عين الإيجي عوراء ؛ لأنّه يستدلّ بالسيادة هنا على الأفضلية ، وهناك على الإرتفاع!! والحمد لله تعالى على سلامة القلب وصحّة التفكير.
ولله الحمد فإنّ الحقّ قد يظهر من فلتات لسان بعض أولئك المخالفين ، ومنهم الفخر الرازي (ت ٦٠٦هـ) الذي استدلّ بهذا الحديث على
__________________
(١) المواقف ٣ / ٦٣٣.
(٢) المواقف ٣ / ٦٢٣.