أفضليّة نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) على سائر الأنبياء لأنّه وصف بالسيادة على الناس أو على العالمين ، ولكنّه سكت عن دلالة الحديث على أفضلية أمير المؤمنين عليهالسلامعلى الصحابة ، وسكوته إقرار بصحّة دلالة الحديث على الأفضلية ، يقول الرازي في تفسيره(١) : «روى البيهقي في فضائل الصحابة أنّه ظهر عليّ بن أبي طالب من بعيد فقال عليهالسلام : هذا سيّد العرب ، فقالت عائشة : ألست أنت سيّد العرب؟ فقال : أنا سيّد العالمين وهو سيّد العرب ، وهذا يدلّ على أنّه أفضل الأنبياء عليهمالسلام» ، وممّن تحدّث بذلك أيضاً الزرقاني في شرح المواهب اللدنية(٢) : «وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً ـ عند البخاري ـ (أنا سيّد الناس يوم القيامة) ، وهذا يدلّ على أنّه أفضل من آدم عليهالسلام ومن كلّ أولاده بل أفضل من الأنبياء ، بل أفضل الخلق كلّهم».
وقد يرد السؤال أنّ الشيعة تعتقد أنّ عليّاً عليهالسلام سيّد الخلق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهذا الحديث يحصر السيادة بالعرب دون غيرهم ، وجواب هذا الإشكال من وجوه :
١ ـ إنّ إثبات الشيء لا ينفي ما سواه ، فإثبات سيادة العرب لا ينفي السيادة عن غيرهم ، كما في قولنا (سيّد الوصيّين) فإثبات سيادة الأمير على
__________________
(١) تفسير الرازي ٦ / ٢١٢.
(٢) شرح المواهب اللدنية ٨ / ٢٨٢.