المسلمين خسائر كبيرة ، فبدأت مناوشات بينهما ذكر الطبري وابن مزاحم بعض من أخرجهم الإمام فيها من مثل حجر بن عديّ الكندي ، وشبث بن ربعي ، وخالد بن المعمّر ، وزياد بن النضر الحارثي ، ومعقل بن قيس الرياحي ، وقيس بن سعد ، وكان مالك الأشتر أكثر قادته عليهالسلام خروجاً(١). ثمّ كانت وقعة من كبرى الوقائع ، سجَّل فيها فرسان جيشه انتصارات تحدّث عنها التاريخ بكلّ الزهو والافتخار ، وكان معقل بن قيس من أبطالها الميامين ، ومن رجزه في إحدى حملاته قوله :
أيُّها السائلُ عن أصحابي |
|
إن كنت تبغي خبر الصواب |
أخبرك عنهم غير ما كذّاب |
|
فإنّهم أوعية الكتاب |
فقاتلوا يا معشر الأحزاب |
|
صبرًا على الهيجاء والضراب(٢) |
وبعد مؤامرة رفع المصاحف التي أدّت إلى إيقاف الحرب ، وإحداث شرخ في جيش الإمام عليهالسلام بسبب اندفاع الأشعث بن قيس بكلِّه إلى قبول التحكيم ، خرج معقل مع الأحنف بن قيس لاسترضاء الأشعث حينما شدّ عليه عروة بن أدية التميمي فأخطأه وضرب عجز فرسه ، وحكَّم(٣).
النهروان وما بعدها :
حين أراد أمير المؤمنين عليهالسلام الخروج إلى معاوية بعد التحكيم كان أوّل
__________________
(١) وقعة صفّين : ١٩٥ ، وتاريخ الطبري ٣/٥٧١.
(٢) الفتوح ٣/٣٨١ ، وينظر أيضاً وقعة صفّين : ٣٨١.
(٣) وقعة صفّين : ٥١٣.