سامة ، فاستمع لهم. ثمّ لا نقف له على خبر إلاّ يوم الجمل إذ كان من وجوه جيش أصحابه ، وكان فيه على مضر(١). إلاّ أنّه رافق أمير المؤمنين من البصرة ، هو ورهطه من بني ناجية من بعد ، وأقام معه بالكوفة(٢) ، كان معه عليهالسلام في معركتي صفّين والنهروان(٣) ، ويمثّل خروجه ـ واسمه الحارث ـ صدعاً آخر في خلافة أمير المؤمنين ، ففي سنة ثمان وثلاثين أظهر الخلاف عليه بعد تحكيم الحكمين ، وكان معه ثلاثمائة رجل ، وحاول الإمام ثنيه عن رأيه بما اعتاد عليه في مناقشة أصحابه أو الخارجين عليه وتبصيرهم وإرشادهم دونما ترهيب أو تخويف أو عقاب ، وبعد حديث أظهر فيه الخرّيت ليونة وعدّه أن يعود إليه ليستمع إلى ما يقوله عليهالسلام ، إلاّ أنّه فارقه بجماعته خلسة ، فأرسل الإمام من ورائه زياد بن خصفة لعلَّه يعيده إلى صوابه ، وكان الخرّيت قد اتَّجه بأصحابه نحو نِفَّر ، وفي الطريق قتلوا دهقاناً لأنّه من المؤمنين بإمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ واستطاع ابن خَصَفَة أن يلحق به بعد أن بلغ الجهد منه مبلغه ، فأخذه بالحجَّة ، وطلب منه العودة ، فلمَّا أبى هو وأصحابه طلب منهم تسليمه قتلة الدهقان ، فلمّا أبوا ناجزهم مناجزة شديدة ، وحين جنَّ الليل تنحّى الخرّيت بمن معه ، فلحقه ابن خصفة حتّى بلغ البصرة ، إلاّ أنّه سبقه إلى الأهواز. والتحق به من الكوفة نحو مائتين ، كما التحقت به جماعة من أكراد تلك البقاع وعلوجها ، فكتب زياد رسالة لأمير المؤمنين يخبره بما جرى ،
__________________
(١) إكمال الكمال ٢/٤٣٢ ، والإصابة ٢/٢٣٥.
(٢) تاريخ الطبري ٤/٨٦.
(٣) تاريخ الطبري ٤/٨٦.