ميسرة الخوارج(١) ، وكان لعنة الله عليه مع ابن ملجم حين ضرب أمير المؤمنين عليهالسلام ، إلاّ أنّه استطاع الهرب(٢) ، وحين دخل معاوية الكوفة أتاه شبيب ، وقال له : أنا وابن ملجم قتلنا عليّاً ، فوثب معاوية من مجلسه مذعوراً ، ودخل بيته ، وحين ولّي المغيرة الكوفة بعد خروج معاوية خرج شبيب عليه فبعث إليه معقل بن قيس في رواية فقتله وقتل أصحابه(٣).
نهاية القائد المنصور :
في سنة ثلاث وأربعين أثناء ولاية المغيرة بن شعبة خرج المستورد بن علّفة التيمي(٤) ، وقيل : المستورد بن سعد أحد بني تميم(٥) وهو أخو قطام التي تزوّجها عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليهم(٦) ، وكان أحد رؤوس الخوارج في أيّام أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد نجا من سيفه يوم النخيلة(٧). وهو من الأبطال الشجعان ، ومن النسَّاك المجتهدين ، ومن أقواله : «لو ملكت الدنيا بحذافيرها ، ثمّ دعيت إلى أن أستفيد بها خطيئة ما فعلت»(٨) ؛ ولكنّه استفاد ، وأيّة فائدة! لأنّ سوء عاقبته جعله ينحرف عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، فلمّا خرج
__________________
(١) تاريخ خليفة : ١٤٩.
(٢) الطبقات الكبرى ٣/٣٧ ، والاستيعاب ٣/١١٢٥.
(٣) الكامل في التاريخ ٣/٤١١.
(٤) الكامل في التاريخ ٣/٤٢١ ، وتاريخ مدينة دمشق ٥٩/٣٦٨.
(٥) شرح نهج البلاغة ٤/١٣٤.
(٦) الغارات ٢/٧٨٣.
(٧) شرح نهج البلاغة ٥/٩٧.
(٨) المصدر السابق ٥/٩٧.