لأصاب عليّ بن يقطين من الضرر ما لا يحمد عقباه.
لذا كان عليّ بن يقطين في أكثر الأحيان يستأذن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام في ترك العمل مع العباسيّين على أنّ الإمام لم يأذن له وقال : «لا تفعل فإنّ لنا بك أنساً ، ولإخوانك بك عزّاً ، وعسى أن يجبر الله بك كسراً ، ويكسر بك نائرة(١) المخالفين عن أوليائه ، يا عليّ كفّارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم اضمن لي واحدةً وأضمن لك ثلاثاً ، اضمن لي أن لاتلقى أحداً من أوليائنا إلاّ قضيت حاجته وأكرمته ، وأضمن لك أن لا يظلّك سقف سجن أبداً ولا ينالك حدّ سيف أبداً ، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً ، يا علي من سرّ مؤمناً فبالله بدأ وبالنبيّ (صلى الله عليه وآله) ثنّى وبنا ثلّث»(٢).
ولم يحدّثنا التاريخ بعد أن عزله هارون الرشيد من منصبه أن تولّى مناصب أخرى ، ومن المحتمل أنّه أخذ اتّجاهاً بعيداً عن عمله السابق ، وذلك بالتفرّغ لشؤون الفكر والنهل من علوم أهل البيت عليهمالسلام وهذا ما تحدّثنا عنه قائمة الراوة عنه(٣) ، أمّا بالنسبة إلى أخيه عبيد فلم تذكر عنه المصادر شيئاً.
المبحث الثاني : دورهم الفكري
كما أشرنا في المبحث الأوّل أنّ هناك خطّين رئيسيّين في حياة عليّ بن
__________________
(١) نائرة : النائرة الـحقد والعداوة. لسان العرب ٥/٢٤٧.
(٢) بحار الأنوار ٧٢/٣٧٩.
(٣) لمزيد من المعلومات ينظر : الكافي ١/٣١٣ ، ٢/١٣ ، ٣ /٤٦ ، ٣/١٥٥ ، ١٦٨ ، ٥/١١٠ ، ٦/٣٨٧ ، ٧/٤٦.