قال : «خرجت عاماً من الأعوام ومعي مال كثير لأبي إبراهيم عليهالسلام وأودعني عليّ ابن يقطين رسالة يسأله الدعاء ، فلمّا فرغت من حوائجي وأوصلت المال إليه ، قلت : جعلت فداك سألني عليّ بن يقطين أن تدعو الله له ، قال : للآخرة؟ قلت : نعم ، قال : فوضع يده على صدره ثمّ قال : ضمنت لعليّ بن يقطين ألاّ تمسّه النّار أبداً»(١).
وفي نصّ آخر كان الإمام يقول لأحد أصحابه : «إنّي استوهبت عليّ بن يقطين من ربّي عزّ وجلّ البارحة فوهبه لي ، أنّ عليّ بن يقطين بذل ماله ومودّته ، فكان لذلك منّا مستوجباً»(٢).
ومن خلال هذه النصوص المتقدّمة نلحظ مدى عمق العلاقة التي كانت تربط الإمام بعليّ بن يقطين ، وليس هذا بمستغرب لمثل شخصية عليّ بن يقطين وما لعبه من دور مهمّ في سبيل خدمة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم على الرغم ممّا كان يعانيه من عمله مع العبّاسيّين ، حتّى أنّه كان يشكي للإمام ما كان يلقاه ، فقد كتب للإمام في المدينة : «أنّ قلبي يضيق ممّا أنا عليه من عمل السلطان ، وكان وزيراً لهارون فإن أذنت لي جعلني الله فداك هربت منه ، فرجع الجواب لا آذن لك بالخروج من عملهم واتّق الله ...»(٣).
وكذلك عندما جلب الإمام إلى العراق شكا له ذلك وقال له : «أما ترى حالي وما أنا فيه ، فقال له : يا عليّ إنّ لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال ٢/٧٣٠ ، معجم رجال الحديث ١٣/٢٤٤.
(٢) رجال الكشّي : ٢/٧٣٢ ، معجم رجال الحديث ١٣/٢٤٤.
(٣) قرب الإسناد : ١٢٦ ، وسائل الشيعة ١٧/١٩٨ ، بحار الأنوار ٤٨/١٥٨.