بهم عن أوليائه وأنت منهم يا عليّ»(١).
فيرى الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام وجوده مع العباسيّين له فائدة لا يمكن الاستغناء عنها ، وتخلّيه عن هذا المنصب الذي يشغله يعني أنّ كثير من مصالح شيعتهم قد تتعطّل ، بل وقد يصيبهم الأذى ، لأنّ العباسيّين يتتبّعون آثارهم ولا تسلم أرواحهم ولا أموالهم ، وكان يؤكّد على هذا بقوله : «إنّ لله مع كلّ طاغية وزيراً من أوليائه يدفع به عنهم»(٢) ، وهذا ما نقرءه في بعض النصوص أنّ له دور يذكر في استرداد الأموال التي تصادر من الشيعة(٣).
وظلّ عليّ بن يقطين يشغل بعض المراكز الإدارية حتّى عزله الخليفة العبّاسي هارون ، وتفرّغ كما ذكرنا للنهل من علوم أهل البيت عليهمالسلام حتّى وافاه الأجل في سنة اثنين وثمانين ومائة في أيّام الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ببغداد ، وهو ابن سبع وخمسين سنة(٤).
له عدّة تصانيف أشارت لها بعض المصادر الرجالية التي ترجمت حياته منها : ما سأل عنه الصادق من أمور الملاحم ، وكتاب مناظرته للشاكّ بحضرة جعفر(٥).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال ٢/٧٣١ ، بحار الأنوار ٧٢/٣٤٩.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢/٧٣٥.
(٣) الكافي ٥/١١٠ ، التهذيب ٦/٣٣٥ ، وسائل الشيعة ١٧/١٩٣ ، بحار الأنوار ٤٨/١٥٨.
(٤) ذيل تاريخ بغداد : ٢٠٤ ، رجال التفريشي ٣/٣١١ ، هدية العارفين ١/٦٦٧ ، معجم رجال الحديث ٣/٢٤٢ ، معجم المؤلّفين ٧/٢٦٢ ، أصحاب الإمام الصادق ٢/٤٢٨.
(٥) ذيل تاريخ بغداد : ٢٠٤ ، هدية العارفين ١/٦٦٧ ، معجم رجال الحديث ٣١/٢٤٢ ، معجم المؤلّفين ٧/٢٦٢.