على أنّ الملاحظ على حياة أسرة آل يقطين وخاصّة بعد وفاة عليّ ، نلحظ أنّها قد مالت ميلاً كاملاً عن شؤون السياسة والإدارة ، والسير في طريق لا يلتقي من قريب أو بعيد مع ما كانت عليه مسبقاً ، ويبدو أنّ ما كان يتعرّض إليه عليّ بن يقطين من مضايقات وصدامات مستمرّة ، جعلها تقتفي خطّاً واحداً فقط هو الريادة الفكرية والانتهال من علوم أهل البيت عليهمالسلام ، مع العلم أنّ لهم آثار سابقة في هذا المجال.
وقد برز من هذه الأسرة عدد من الأعلام ، منهم ولدا عليّ بن يقطين هما الحسن والحسين ، اللذان عاصرا الإمام موسى بن جعفر وعليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام(١) ، ولم تحدّثنا المصادر عن سنة ولادتهما أو وفاتهما.
وكان الحسن بن عليّ بن يقطين فقيهاً متكلماً(٢) ، له كتاب مسائل موسى بن جعفر عليهالسلام(٣) ، يروي عن الإمام موسى بن جعفر(٤) ، وولده عليّ بن موسى الرضا(٥).
وقع بعنوان الحسن بن عليّ بن يقطين في إسناد عدّة من الروايات تبلغ مائة وواحداً وثلاثين مورداً. فقد روى عن أسد بن أبي العلا ، وأمية ابن عمرو ، وبكر بن محمّد ، والحسن بن ميّاح ، والحسين بن خالد ، وأخيه الحسين ورواياته عنه تبلغ خمسة وتسعين مورداً ، والحسين بن ميّاح ،
__________________
(١) رجال النجاشي : ٤٥ ، فهرست الطوسي : ٤٨ ، رجال العلاّمة الحلّي : ٣٩.
(٢) رجال النجاشي : ٤٥ ، فهرست الطوسي : ٤٨ ، رجال العلاّمة الحلّي : ٣٩.
(٣) رجال النجاشي : ٤٥ ، فهرست الطوسي : ٤٨ ، رجال العلاّمة الحلّي : ٣٩.
(٤) رسالة في المتعة : ١٠ ، رجال النجاشي : ٤٥ ، معجم رجال الحديث ٦/٦٤.
(٥) رجال النجاشي : ٤٥ ، تهذيب الأحكام ٣/٣٤.