قال الرجل : نعم.
قال القاضي : ومن أين لك ذلك ، مع أنّ الفضل يترتّب بترتّب الخلافة؟
قال الرجل : اسمع أيّها القاضي جوابي وافهم خطابي ، ولا تعاجلني ، فإن صدقت فاعذرني وإن كذبت فعزّرني.
فقال القاضي : هات عذرك وإلاّ أوجعت ظهرك.
قال الرجل : ناشدتك الله أيّها القاضي أيّما أفضل من اصطفاه الله أو من لم يصطف؟
قال القاضي : بل من اصطفاه الله أفضل.
قال : ناشدتك الله أيّها القاضي أليس معكم في صحيح مسلم والبخاري وغيرهما من صحاحكم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريش من كنانة ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم(١).
قال القاضي : بلى هكذا عندنا.
قال الرجل : ناشدتك الله أيّها القاضي أليس بمضمون هذا الخبر أفتيتم أنّ العجم ليسوا بكفو للعرب في التزويج ، وأنّ العرب ليسوا بكفو لقريش ، وأنّ قريش ليسوا بكفو لبني هاشم(٢).
__________________
(١) صحيح مسلم٧ / ٥٨ ، التاريخ الصغير للبخاري١ / ٣٥ ، سنن الترمذي٥ / ٢٤٥ ، فتح الباري٦ / ٣٨٤ ، مناقب آل أبي طالب٢ / ١٨.
(٢) نقل الشيخ الطوسي في كتاب الخلاف ٤ / ٢٧٢ عن الشافعي أنّه قال : العجم ليسوا